ذكر أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم ومدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم بكلية الطب في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد باهمام أن التدخين أحد العوامل المساعدة في الإصابة بسرطان الثدي حيث تبين أن احتمال خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء المدخنات يكون أعلى بنسبة 30-60% مقارنة باللاتي لم يسبق لهن التدخين.
وأوضح الدكتور باهمام أن التدخين يفسد التأثير الإيجابي لهرمون الاستروجين الذي يقلل أمراض القلب عند النساء مقارنة بالرجال، فتزداد نسبة الإصابة بأمراض القلب عند المدخنات مقارنة بغير المدخنات، وتقل كثافة وصلابة عظامهن مقارنة بغيرهن، وينتج عن ذلك إصابتهن بمرض هشاشة العظام، ويعود السبب في ذلك لتأثير التدخين على فعالية هرمون الاستروجين، حيث يعتبر هذا الهرمون من الهرمونات الضرورية للحفاظ على صحة العظام.
يقول الدكتور باهمام "أثبت العديد من الدراسات أن النساء المدخنات يصلن إلى سن اليأس، وهو السن الذي تنقطع فيه الدورة الشهرية تماما في عمر أقل مقارنة بالنساء غير المدخنات"، وعزا السبب في ذلك إلى تأثير التدخين المباشر وغير المباشر على الهرمونات الجنسية والهرمونات المحفزة للمبايض، وأيضا على المبايض نفسها.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية قدرت أن 50% من الرجال و8% من النساء في دول العالم النامي مدخنون، والنسبة قابلة للزيادة وبالذات بين صغار السن، وقد نشرت حديثا دراسة طبية في المجلة الطبية السعودية للدكتور عبد الشكور عبد الله، ومجموعة من الباحثين أجريت على عينة عشوائية "1505" من طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في مدينة تبوك، وأظهرت الدراسة أن 34% من الطلاب دخنوا ليوم أو أكثر خلال الشهر الذي سبق الدراسة، في مقابل 11.1% من الطالبات.
في حين أقر 11.1% من الطلاب أنهم يدخنون يوميا مقابل 0.7% من الطالبات اللاتي يدخن يوميا، وبالرغم من أن غالبية الطلاب والطالبات أفادوا بعلمهم المسبق بمضار التدخين وأخطاره على الصحة، إلا أنهم مارسوا عادة التدخين، مبينا أن هذه النسب مخيفة جدا، وذلك أن أعمار هؤلاء الطلاب بين 12و 19 عاماً، مؤكداً أن هذا إنذار لكل أب وأم لكي يراقبوا أبناءهم، ويحرصوا على متابعتهم، مستشهدا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته".
وبين استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم أن مجلة "النوم" نشرت في عددها سبتمبر 2007، دراسة تفيد بان "التدخين السلبي" أثناء الحمل يزيد من خطورة اضطراب النوم لدى الحوامل، ويقصد بـ"التدخين السلبي"، السيدات اللاتي يستنشقن دخان السجائر من جلسائهن المدخنين وهن غير مدخنات، مثل الزوج أو في الأماكن العامة أو المطاعم.
وذكرت توصيات جديدة من منظمة الصحة العالمية، نشرت ضمن تقرير عن مكافحة وباء التدخين لعام 2008، ونشر ملخصها الشهر الماضي في مجلة اللانست المرموقة"Lancet"، أهمها ضرورة فرض ضرائب على سلعة الدخان لرفع أسعارها.
وأوضح الدكتور باهمام وفق ما ذكر في التقرير أن شركات التدخين وبسبب الحظر والتضييق الذي تلاقيه في الدول المتقدمة، اتجهت لتسويق سمومها في دول العالم النامية، محذرا من التدخين، واصفا إياه بقاتل 100 مليون إنسان خلال القرن الماضي.
وحذر من مغبة استمرار معدلات نمو التدخين كما هو الحال الآن، حيث تشير التوقعات إلى حصد التدخين أرواح ثمانية ملايين شخص كل عام بدءا من عام 2030 م.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2861&id=64313&groupID=0المصدر