انخفض عدد قضايا طلب الإيواء المندرجة تحت قضايا العنف الأسري والواردة للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في العام الماضي إلى 17 قضية وهو أقل عدد خلال السنوات الأربع الأخيرة وفق ما ذكره المتحدث باسم الجمعية خالد الفاخري في بيان صادر عن مركز المعلومات والإحصاء والتوثيق بالجمعية.
وذكر المركز أن عام 1425هـ سجلت فيه قضية واحده فيما شهد عام 12.1426 قضية وبلغ أعلى معدل في 1427هـ بـ 25 قضية قبل أن ينخفض العدد إلى 17 حالة في عام 1428هـ.
ورأى مستشار العدل القضائي في وزارة العدل الشيخ عبد المحسن العبيكان أن العنف الذي يمارسه الآباء أو الإخوة قد يكون دافعاً لهروب الفتيات في نهاية الأمر. وأوضح أن للمرأة حقوقا يجب أن تراعى وتوضع في الحسبان فهي إنسان تحتاج للترفيه والاستمتاع وفق الضوابط المعتبرة تماما كالرجل.
وأضاف الناطق الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني أنه توجد بلاغات هروب فتيات في كل مركز ولكنها لا تصل إلى حد الظاهرة، مضيفاً "عادة ما تكون الأسباب خلاف الفتاة مع عائلتها أو بسبب طلاق الأبوين وكثرة الضغوط النفسية عليها بجانب ضعف الوازع الديني فيدفعها ذلك للهروب بعد تأثير الصحبة السيئة عليها".
وقال "توجد مسببات أخرى لهروب الفتيات من أهمها تطور تقنية الاتصالات والتقدم التكنولوجي وانتشار الجوال والإنترنت فكل هذا يؤثر على البنت حتى وهي في غرفة نومها بغياب الرقابة فتلجأ للهرب"
وزاد "قد تلجأ الفتاة للهروب إذا وقعت ضحية لشاب يمنيها بالزواج بعيدا عن الأهل بسبب رفضه لسبب أو لآخر". وطالب أولياء الأمور بضرورة تفهم حاجات فتياتهم ومدى أهمية إقناعهن باللين في كل المواقف".
وبيّن القحطاني أن مشكلة أخرى تواجه الهاربات عند عودتهن فبعض الأسر تستقبل فتياتها بالعقاب والجزاء خاصة من قبل الأب والإخوة.
ولفت إلى أنه في حالة تلقي بلاغ بهروب فتاة فإنه يتم الوقوف على المبررات والدوافع والأسباب حيث تحال القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام إذا لزم الأمر.. أما إذا هربت الفتاة من والدها بسبب منعه لها من رؤية والدتها فتحال القضية للسلطات الأمنية.
من جانبها قالت الاستشارية الاجتماعية بمستشفى الملك فهد التخصصي رولا القطري إن الفتاة تلجأ عادة للهروب نتيجة تعرضها للاعتداء سواء بالضرب أو اعتداء جنسي أو حتى اللفظي من الأب أو الإخوة وغالبا ما يحدث ذلك في سن المراهقة حيث تتأثر الفتاة بصديقاتها في هذه السن أكثر من غيرها.
وأكدت أنه من الأسباب المؤدية للهروب الفراغ الذي تعاني منه كثير من الفتيات الآن مع التفكك الأسري أو في حال إدمان الأب.
وأكدت أن الأهل عادة ما يتعاملون مع الفتاة بعنف أكثر بعد عودتها وقد تذهب لدور الايواء لرفض أهلها استلامها من الشرطة أو الهيئة وهو الأمر الذي حدث بالفعل في أكثر من حالة .
وأضافت الاختصاصية الاجتماعية في كلية التربية مها العتيبي أن قلة الوازع الديني وعدم الاكتفاء العاطفي وأحيانا الناحية المادية تكون أيضا دافعا للتفكير في الهروب مما يوجب على الأهل تفهم احتياجات الفتاة وغرس الرقابة الذاتية فيها.
وبيّنت العتيبي أهمية تدعيم الفتاة ذاتيا وتقوية شعور التقدير الذاتي داخلها حتى تتمكن من وضع حلول لمشاكلها وعدم مواجهتها بالهرب من المنزل كحل سريع مشيرة إلى أن الفتاة هي الأقدر على معرفة الحلول المناسبة لأسرتها لذلك فالأجدر أن نعطيها مفاتيح الحلول ونقوي الوازع الديني داخلها حتى لا تتأثر بالمحيط الخارجي تأثرا سلبيا كصديقات السوء مثلا
المصدر وللتعليق
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2865&id=64735&groupID=0